يعشق الصغار المغامرات ، لاسيما تلك التي تتيح لهم التعرف إلى أشياء جديدة ،
واستكشاف عوالم أخرى تثير حشريتهم ، وتنمي حبهم للمعرفة ، وتفتح أفاق
إدراكهم وتسليهم في الوقت ذاته .
ومن هنا تكتسب زيارة حديقة الحيوانات أهمية خاصة
فإذا ما خيرتِ صغيرك بين الذهاب إلى مدينة الملاهي، والذهاب لرؤية الأسود
والقردة والأحصنة والأفاعي في حديقة الحيوانات فإنه حتماً سيتحمس
للخيار الثاني.
ليس مفاجئاً أن يفضل الطفل القيام برحلة إلى حديقة الحيوانات ،فهناك سيحظى
بفرصة التعرف إلى مجموعة مذهلة من الكائنات التي ربما شاهد بعضاً منها
في التلفزيون ، أو سمع معلمته تحدثه عنها ، وقد يشهد على ولادة غزال صغير،
أو ربما تتاح له فرصة إطعام الزرافة بيده ، وغيرها من الأمور التي لا يراها
عادة في حياته اليومية ، والتي ستشكل مادة دسمة لقصص مشوقة سيرويها
لرفاقه في المدرسة ، عدا كونها تنمي توسيع أفاق تفكيره وتنمي معرفته.
ولكن من دون مساعدتك لن يتمكن صغيرك من الإفادة القصوى من
زيارته إلى حديقة الحيوانات ، ذلك أنه يحتاج إلى مرشد يوجهه إلى
أسهل طريقة لحفظ المعلومات
التي سيستقيها من زيارته ، ويعلمه كيفية معالجتها أو إستخدامها لاحقاً في
حياته اليومية . بالتأكيد أن لا أحد أفضل منك في تأدية هذا الدور ، لذلك
إليك بعض الخطوات الأساسية لجعل مغامرة طفلك أكثر إفادة وتسلية له .
الأستعداد قبل الزيارة
- إختاري موضوعاً محدداً للتركيز عليه طيلة الزيارة إلى حديقة الحيوانات ،
يمكنك أن تختاري موضوع الألوان ، أو أنواع جلود الحيوانات أو أصواتها .
بحيث تطلبين من صغيرك على سبيل المثال أن يحدد أكبر قدر ممكن من الألوان ،
قد تسألينه عن لون القرود التي شاهدها ، أو لون الضفادع ، وحتى لون الزهزر
الاشجار . أو قد تسألينه عن مختلف الاصوات التي سمعها ، وأي صوت أخافه
أو أعجبه .
ان التركيز على موضوع معين ، يمنح زيارة الحديقة هدفاً أخر وبعداً أخر قد يستمر
حتى ما بعد إنتهاء الزيارة ، حيث يمكن الأستمرار في الحديث عن الألوان ،
وإجراء مقارنات بين ما شاهده طفلك هناك وبين اللوان التي تطغي في منزلك
أو على الطرقات المحيطة ، كما أن التركيز على موضوع الألوان ، يساعد على
إثراء قاموس طفلك الصغير اللغوي ويطور قدراته البصرية ، مما يسهل عليه
لاحقاً تحديد الالوان وإجراء المقارنة ويستحسن أن تبدئي لعبتك تلك من
خلال تشجيعه على تعداد ألوان الزهور والنبتات المختلفة الموجودة في
أرجاء منزلك أو على الطرقات .
- كثفي عملية قراءة القصص التي تتحدث عن الحيوانات
شجعي طفلك على قراءة القصص المتعلقة بالحيوانات ، او التفتيش عن صورها
لجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عنها ، يمكنك أيضاً أن تحثيه على مشاهدة
الأفلام الوثائقية التي تتناول الحياة البرية ، فهذه الأمور تسهم في زيادة
حماسة الطفل ، وتجعله ينتظر بفارغ الصبر زيارة حديقة الحيوانات من أجل
إظهار مدى معرفته ، وبذلك تتحين له فرصة تطبيق معلوماته النظرية بشكل
عملي ، مما يرسخها في ذهنه إلى الأبد .
-أتصلي بإستعلامات حديقة الحيوانات أو تصفحي موقعها على الانترنت :
قبل الذهاب إلى الحديقة حاولي الأستعلام عن برنامج الأنشطة التي تنظمها
إدارتها فقد تكتشفين أنها حددت مواعيد للزوار من أجل مشاهدة عملية
ولادة أحد الحيوانات ، أو أنها تنظم حدثاً أو نشاطاً معيناً ، قد لا يتكرر
مرة أخرى .
-ضعي برنامجاً خاصاً بالزيارة :
-قبل البدء بالجولة في أرجاء الحديقة ، يفضل أن تكون بين يديك خريطة
بالمكان تحددين على ضوئها برنامج الجولة كي تضمني مشاهدة طفلك لأكبر
قدر ممكن من الحيوانات والمشاركة في الأنشطة في حال وجود حدث ما ،
فغالبا ما يجد الأهل أنفسهم وهم يدورون في المكان ذاته داخل الحديقة من
دون هدف واضح ، فيضيعون على أطفالهم فرصاً كثيرة لرؤية مشاهد نادرة ،
أو ينون زيارة ركن الدببة مثلا
-أختاري الوقت المناسب لزيارة الحديقة :
-يفضل دوماً أن تتم الزيارة في الفترة الصباحية حتى تكون الكائنات في أوج
نشاطها ولا تتخيلي مدى سعادة طفلك برؤية الحيوانات تتحرك وتقفز بدل أن تكون
هامدة أو تغط في النوم .
يوم الزيارة
-قبل ان تدخلي الحديقة برفقة طفلك أطلعي على الخريطة التي سبق وأن
جهزتها وأبلغي صغيرك مسبقاً بالحيوانات التي سيراها
- لا تنسي أن تركزي على الموضوع المختار كعنوان لزيارة الحديقة مثلاً ..
ابدئي بسؤال طفلك عن ألوان الحيوانات اتي راها حتى الأن بعدها ستجدين
أنه يطلعك على تلك المعلومات بمفرده .
- لاتنسي ان تاخذي إستراحة
بسيطة داخل الحديقة فهي مهمة جدا لإستعادة
النشاط والحيوية خصوصاً أن التجول داخل الحديقة يستغرق وقتا
طويل عادةً ،وهو امر يرهق للكبار فكيف بصغار السن الذين يفقدون
تركيزهم ويحل التعب مكان التسلية والمرح .
-إذن .. إستراحة قصيرة
على إحد المقاعد تعيد النشاط إليك وإلى صغيرك ، ما يمكنكما من
الإنطلاق مجدداً في المغامرة ؟
- إبحثي عن الحيوانات التي
يسمح بلمسها أو الأقتراب منها ليحظي صغيرك بفرصة أن يربت على
رأس قرد مثلاً ، أو يلمس ريش البط ، وهو أمر يسعد الطفال اكثر من مجرد
رؤية دب قطبي عن بعد ، وحذار أن ترغمي طفلك على لمس حيوان ما في
حال رفض فعل ذلك كي لا تسهمي في خلق مخاوف عنده ، اتركيه يتخذ قراره
بذاته حدثيه عن الحيوانات وطريقة تصرفها وما تفعله أو ما تأكله .
-يمكنك ان تسألي إذ كان
مسموح أن يقوم الزوار بإطعام الحيوانات كي تتيحي لطفلك فرصة إطعام فيل
أو زرافة على سبيل المثال .
- نظفي يدي طفلك بعد لمس الحيوان ، بواسطة مناديل مبللة أو سائل تطهير
تجلبينه معك من المنزل .
- توقعي حصول مفاجآت
أو تتغييرات على البرنامج المرسوم فقد يرفض طفلك مثلا الذهاب لرؤية
حيوانات أخرى ويصر على البقاء في مكان وجود طيور البط لمراقبتها
فأحياناً تثير الحيوانات كثيرة الحركة اهتمام الأطفال أكثر من تلك التي
تجلس في مكانها .
-حاولي أن تسيطري
على مخاوفك قدر الأمكان حتى لا تنعكس على صغيرك فإذا كنتِ
تخافين الأفاعي أو أي حيوانات أخرى عليك أن تتمالكي أعصابك
وألا تظهري خوفك أمام لطفل .
- تعاطفي مع مخاوف طفلك وتقبليها :
-فإذا كان يخاف الذئاب مثلا حاولي أن تقرئي له قصة تتحدث عن عن حياة
هذه الحيوانات ليتعرف اليها ، ما يخفف من شدة خوفه منها .
أخبري طفلك مسبقا باقترابكم من مكان الذئاب كي لا يفاجأ بها وأتركي
له حرية القرار برؤيتها أم رفض مشاهدتها والانتقال الى مكان أخر .
-اجمعي معلومات طريفة عن الحيوانات وأخبريها لطفلك عند زيارته
لحيوان محدد ..
مثلاً لدى وصولكم إلى قفص الزرافة قولي له
" هل تعلم أن طول لسان الزرافة يبلغ 43 سم ، ما يعني أنه يوازي طول ذراعك ،
وهل تعلم أن طول صغير الزرافة لدى ولادته يكون 182 سم ، أي ما يوازي طول
بعض الأباء .
الأفادة الدائمة
حدثي طفلك بين الفينة والأُخرى عن مغامراته في حديقة الحيوانات
أسأليه عن حيوانه المفضل ، وما إذا كان لا يزال يتذكر ألوان الحيوانات
التي شاهدها يمكنك أن تطلبي منه أن يقلد لك بعض أصوات هذه الحيوانات
أو أن تلعبي معه لعبة التعرف اليها من خلال اصواتها .
حاولي دائماً أن أن تربطي بين الأحداث والور والقصص التي يراها
ويسمعها وبين ما شاهده في الحديقة مثلا إذاكُنتِ تقرئين له قصة
تدور أحداثها في القطب الجنوبي حيث يعيش الدب القطبي ذكريه
بأنه شاهده في الحديقة
ماذا تضعين في حقيبة الظهر
لا تنسي تجهيز بعض الوجبات الخفيفة من ساندويتشات وفاكهة وعصائر
كي تعطيها لطفلك عندما يجوع أو يعطش فلا وقت محدد لعطش الطفال أو
جوعهم طبعا بعد أن تتأكدي من أن سياسة الحديقة تسمح بإدخال المأكولات
ولا تنسي أن تضعي زجاجات الماء لارواء عطش طفلك كما أنه من الضروري
وضع مرهم وقاية من الشمس وقبعات لحمايته من ضربة شمس محتملة
وأخيراً
لاتنسي أن تجلبي كاميرا لإلتقاط لحظات مثيرة ومميزة لا تتكرر في حياة طفلك .