عندما تتابع مسيرة المنتخب الكرواتي في الفترة الأخيرة , وتتابع أداء اللاعبين الكرواتيين المحترفين بالأندية المختلفة وكذلك التجانس الواضح بين اللاعبين واستقرارهم مع مدير فني شاب استطاع فرض إسمه على الساحة الأوروبية سريعا ... ستعرف أن أي نتائج يحققها المنتخب الكرواتي بكأس الأمم الاوروبية 2008 لن تكون مفاجأة أبدأ .
وتجمع التشكيلة الحالية للمنتخب الكرواتي مزيجا ممتازا بين الخبرة والشباب , والغريب أن هذا المزيج موزع بشكل واضح بين خطوط الفريق المختلفة , فالدفاع يضم لاعبين معظمهم كبار بالسن وباستثناء المدافع الشاب فيدران كورلوكا فإن عناصر خط الدفاع جميعها تخطت الثلاثين عاما وهم روبيرت كوفاتش ( 34 عام ) , داريو سيميتش ( 32 عام ) وجوزيب سيميونيتش ( 30 عام ) , بينما على النقيض يتمتع خط الوسط الكرواتي بحيوية كبيرة بقيادة كرانيكار ( 23 عام ) وبجواره لوكا مودريتش ( 22 عام ) بجانب الصاعد إيفان راكيتيتش ( 20 عام ) الذي بدأ المدير الفني سلافين بيليتش بالإعتماد عليه تدريجيا , فيما تتمتع معظم عناصر الهجوم بأعمار متوسطة وأبرزهم ملادين بيتريتش وإيفيكا أوليتش والعائد من الأزمة الصحية إيفان كلازنيتش .
وبدا منذ بداية التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية أن هذا المنتخب الكرواتي أخذ شكلا جديدا بعد الخروج من الدور الأول ببطولات كأس العالم 2002 و2006 وكأس الأمم الأوروبية 2004 ومن قبلها الفشل في التأهل لكأس الأمم الأوروبية 2000 , وافتتح المشوار بتعادل مرضي جدا أمام الروس بموسكو ثم انطلق الكروات بسباعية في شباك أندورا ومن بعدها فوزين ثمينين على إنجلترا وعلى الكيان الصهيوني بأرضه ثم فوزين آخرين منطقيين على أندورا وإستونيا ليعلن المنتخب الكرواتي مبكرا عن نفسه كمرشح أبرز للتأهل عن المجموعة الصعبة جدا , وواصل نجاحاته حتى أعلن تأهله مبكرا بالفعل قبل جولتين على النالسلام عليكمة ولم يكتف بذلك بل كان بطل المشهد الأبرز في التصفيات الأوروبية عندما أطاح بالعميد الإنجليزي في قلب لندن وحرمه من الظهور بكأس الأمم الأوروبية بفوزه المثير عليه 3 - 2 في آخر جولات التصفيات .
واعتبر الكثيرون أن قرعة كأس الأمم الأوروبية 2008 كانت مناسبة تماما للمنتخب الكرواتي وهو ما بدا واضحا على وجه بيليتش عند إعلان موقع كرواتيا حيث ظهر سعيدا بالوقوع في المجموعة الثانية التي ضمت إلى جواره منتخبات النمسا , ألمانيا وبولندا , وتبدو فرص كرواتيا كبيرة لمصاحبة ألمانيا للدور الثاني إذا لم يتخل المنطق عن مجريات المجموعة , وإن كان المنتخب البولندي أحد المنتخبات التي تظهر صلابة كبيرة في أحيان كثيرة بينما تعتبر المباراة الإفتتاحية للكروات أمام المضيف هي مباراة لا غنى عن الثلاث نقاط بها وإلا فإن الحسابات قد تتغير والأمور قد تتعقد مبكرا .
سلافين بيليتش
برز على الساحة الأوروبية بسرعة كبيرة بعد النتائج الرائعة للمنتخب الكرواتي بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية , ورغم خبرته القليلة بالتدريب فقد أظهر شخصية ممتازة كمدير فني لمنتخب كبير , وقاد منتخب بلاده بثبات خلال مشوار التصفيات وصنع مزيجا جديدا ممتازا ربما يضع به المنتخب الكرواتي بمصاف الكبار في الفترة القادمة وقد يحقق معه إنجازا شبيها بالإنجاز الذي كان جزءا منه كلاعب عندما حققت كرواتيا برونزية كأس العالم 1998 بعدما أطاحت بمنتخبات بحجم ألمانيا وهولندا .
وكان المدافع بيليتش أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي الكرواتي الذي فاجأ العالم بآداء مذهل ونتائج ينطبق عليها نفس الوصف ووصل لبرونزية العالم بعد إقصاء مثير أمام الفرنسيين بالدور قبل النهائي , ولعب بيليتش 44 مباراة دولية مع المنتخب الكرواتي في الفترة من 1990 - 1999 سجل خلالها 3 أهداف جميعها بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 1998 بواقع هدفين في مرمى البوسنة والهرسك وهدف في مرمى أوكرانيا .
وبدأ بيليتش مشواره التدريبي بتجربة مشتركة مع زميله بالمنتخب الكرواتي أليوسا أسانوفيتش قادا بها المنتخب الكرواتي الشاب ( تحتـ21 ) خلال التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية للشباب 2006 , وبعد تخطي مرحلة المجموعات بالتصفيات فشل الفريق في تخطي ملحق التأهل وخرج أمام صربيا ومونتينيجرو ... ولكن رغم الإخفاق بالتأهل إلا أن بيليتش أظهر قدرات رائعة كمدير فني مما يجعل الإتحاد الكرواتي يضع ثقته به بعد إقالة المدير الفني السابق زلاتكو كرانيكار والد نجم المنتخب الكرواتي نيكو كرانيكار .
وبعد تألق بيليتش بقيادة المنتخب الكرواتي بالتصفيات الأوروبية أعلنت أندية عديدة عن رغبتها في التعاقد مع بيليتش أبرزها هامبورج الألماني وويستهام الإنجليزي , ولكن بيليتش تجاوز هذه الإغراءات وأعلن في 30 أبريل الماضي عن تجديد تعاقده مع المنتخب الكرواتي ليقوده خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 .
نيكو كوفاتش
أحد أبرز عناصر الخبرة بالمنتخب الكرواتي وبالبطولة الأوروبية بشكل عام ( 36 عام ) , يلعب لمنتخب كرواتيا منذ عام 1996 وزامل المدير الفني الحالي للمنتخب الكرواتي سلافين بيليتش خلال فترة التسعينيات .
ولد كوفاتش بألمانيا لعائلة كرواتيا تمتد أصولها للبوسنة والهرسك , وبدأ مشوار كرة القدم مع نادي هيرتا زيليندورف وتم تصعيده للفريق الأول عام 1989 وبعد عامين انتقل لنادي هيرتا برلين وكان عمره 17 عاما فقط وقضى مع الفريق خمسة أعوام لعب خلالها 148 مباراة سجل خلالها 15 هدفا ليجذب أنظار العديد من الأندية الألمانية ويتعاقد معه باير ليفركوزن عام 1996 وبعد ثلاثة أعوام ينتقل مرة أخرى لنادي هامبورج قبل الإنتقال الأبرز لنادي بايرن ميونيخ عام 2001 والذي لعب معه عامين شارك بهما في 34 مباراة سجل خلالها ثلاثة أهداف , ثم عاد مرة أخرى لهيرتا برلين وبعد كأس العالم 2006 غادر البوندزليجا بعد 17 عاما متجها لنادي ريد بول سالزبورج النمساوي الذي يلعب بصفوفه حتى الآن .
يلعب كوفاتش كمحور ارتكاز دفاعي ورغم ذلك يتميز بالتقدم والتهديف حيث سجل 53 هدفا خلال مسيرته بالدوري الألماني وسجل حتى الآن سبعة أهداف مع ريد بول سالزبورج , وعلى الصعيد الدولي سجل كوفاتش 12 هدفا خلال 75 مباراة خاضها مع المنتخب الكرواتي .
وبدأ كوفاتش مسيرته الدولية بالمشاركة بلقاء ودي أمام المغرب يوم 11 ديسمبر 1996 , ثم شارك بثلاث لقاءات بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 1998 ولكن منعته الإصابة من الظهور بتشكيلة المنتخب الكرواتي بكأس العالم 1998 وتوالت مشاركاته مع المنتخب وكان عضوا أساسيا بتشكيلة المنتخب الكرواتي بكأس العالم 2002 وكأس الأمم الأوروبية 2004 التي أصبح بعدها قائد المنتخب الكرواتي وحمل شارة القيادة بكأس العالم 2006 .