لعبة القدر
كانت واقفة على ناصية الميناء تلوح
بيديها الصغيرتين ودموعها تسيل على وجنتيها، كأنها طوفان يجرف معه
الأخضر واليابس، أوشكت أن تصاب بانهيار عصبي على الرغم من حداثة سنها-
ولا عجب فالأطفال اليوم يصابون بأمراض لم يكن يعاني منها إلا الكبار- إلى أن
امتدت يد والدها مربتة على كتفها مشجعة إياها على الصبر، فلم تكن تلك
المرة الأولى ولا الأخيرة التي تودع فيها الطفلة ذات الثماني سنوات أمها التي
تعمل خارج أرض الوطن ولا يسعفها وقتها الثمين إلا بشهر واحد أثناء العطلة
الصيفية تقضيه مع ابنتها وزوجها.
منذ عشر سنوات خلت تزوجت حليمة بسمير بعد أن التقيا صدفة في إحدى
الحافلات، وقد حدث ذلك عندما كانا يدرسان في السنة النهائية من الجامعة.
تعرفا على بعضهما واستمرت صداقتهما إلى أن شاء القدر تتويج هذه
الصداقة بزواج اتفقا خلاله على أن تتفرغ حليمة للمنزل ورعاية زوجها
وأطفالها المنتظرين. أما سمير فقد كان يعمل بإحدى الشركات، وسمح له
مرتبه المحترم بالعيش في مستوى راقي مما زاد من طمانينة أهل حليمة
على مستقبل ابنتهم . استمر الزوجان السعيدان على هذا الحال سيما بعد
إنجاب طفلتهم الأولى سلوى .ولكن هيهات أن تمضي بنا الحياة كما نحلم
ونتمنى ،فبعد السنة الثالثة عصفت ريح هوجاء حطمت قصر الاحلام، وإذا
بسمير يجد نفسه بلا عمل نتيجة إفلاس الشركة.بحث الزوج والأب الحائر عن
عمل، ولكن دون جدوى.وما أمر شعور الضعف واالعجز...
قرر الزوجان مغادرة وطنهم، ومن غير تردد بدآ في تحضير الأوراق اللازمة
وكلهم أمل نحو مستقبل جديد.. مرت سنة وهما ينتظران الحصول على
التأشيرة ولكن الصدمة كانت اصعب من فترة الانتظار فقد حصلت حليمة فقط
على التأشيرة ..
خيم الحزن على الأسرة المنكوبة أمام هذا الخطب الجلل.فالخيار صعب..
بعد أخد ورد وافق سمير على سفر حليمة على امل التحاقه بها في القريب
العاجل.مرت السنة تلو الاخرى وكبرت الابنة إلا أن التأشيرة المنتظرة لم تصل
وبتاخرها حكمت على افراد الاسرة بالشتات والحرمان من معنى السكينة
والحنان.
مسحت سلوى وجنتيها بيد مرتعشة واستدارت برفقة والدها نحو وجهة الفاها
والفت جرحهما الغائر نحو بيتهما البارد.
كانت واقفة على ناصية الميناء تلوح
بيديها الصغيرتين ودموعها تسيل على وجنتيها، كأنها طوفان يجرف معه
الأخضر واليابس، أوشكت أن تصاب بانهيار عصبي على الرغم من حداثة سنها-
ولا عجب فالأطفال اليوم يصابون بأمراض لم يكن يعاني منها إلا الكبار- إلى أن
امتدت يد والدها مربتة على كتفها مشجعة إياها على الصبر، فلم تكن تلك
المرة الأولى ولا الأخيرة التي تودع فيها الطفلة ذات الثماني سنوات أمها التي
تعمل خارج أرض الوطن ولا يسعفها وقتها الثمين إلا بشهر واحد أثناء العطلة
الصيفية تقضيه مع ابنتها وزوجها.
منذ عشر سنوات خلت تزوجت حليمة بسمير بعد أن التقيا صدفة في إحدى
الحافلات، وقد حدث ذلك عندما كانا يدرسان في السنة النهائية من الجامعة.
تعرفا على بعضهما واستمرت صداقتهما إلى أن شاء القدر تتويج هذه
الصداقة بزواج اتفقا خلاله على أن تتفرغ حليمة للمنزل ورعاية زوجها
وأطفالها المنتظرين. أما سمير فقد كان يعمل بإحدى الشركات، وسمح له
مرتبه المحترم بالعيش في مستوى راقي مما زاد من طمانينة أهل حليمة
على مستقبل ابنتهم . استمر الزوجان السعيدان على هذا الحال سيما بعد
إنجاب طفلتهم الأولى سلوى .ولكن هيهات أن تمضي بنا الحياة كما نحلم
ونتمنى ،فبعد السنة الثالثة عصفت ريح هوجاء حطمت قصر الاحلام، وإذا
بسمير يجد نفسه بلا عمل نتيجة إفلاس الشركة.بحث الزوج والأب الحائر عن
عمل، ولكن دون جدوى.وما أمر شعور الضعف واالعجز...
قرر الزوجان مغادرة وطنهم، ومن غير تردد بدآ في تحضير الأوراق اللازمة
وكلهم أمل نحو مستقبل جديد.. مرت سنة وهما ينتظران الحصول على
التأشيرة ولكن الصدمة كانت اصعب من فترة الانتظار فقد حصلت حليمة فقط
على التأشيرة ..
خيم الحزن على الأسرة المنكوبة أمام هذا الخطب الجلل.فالخيار صعب..
بعد أخد ورد وافق سمير على سفر حليمة على امل التحاقه بها في القريب
العاجل.مرت السنة تلو الاخرى وكبرت الابنة إلا أن التأشيرة المنتظرة لم تصل
وبتاخرها حكمت على افراد الاسرة بالشتات والحرمان من معنى السكينة
والحنان.
مسحت سلوى وجنتيها بيد مرتعشة واستدارت برفقة والدها نحو وجهة الفاها
والفت جرحهما الغائر نحو بيتهما البارد.