أبتدأ منتخب العراق مشواره في تصفيات كأس العالم 2010 لقارة آسيا بالتعادل الأيجابي مع ضيفه منتخب الصين في المباراة التي جمعتهما عصر هذا اليوم الأربعاء على ستاد النادي الأهلي في مدينة دبي الأماراتية ضمن مباريات المجموعة الأولى للتصفيات والتي تضمهما الى جانب كل من منتخبي أستراليا وقطر. وقد جاء هدفي المباراة في الشوط الثاني من المباراة, حيث سجل للعراق هوار ملا محمد من ركلة جزاء في الدقيقة 50 وتعادل للصين زهانج زهي في الدقيقة 74.
وقد ادار المباراة الحكم الأيراني محسن تركي وساعده مراقبا خط من تايلند فيما كان الحكم الرابع هو الأردني سالم محمود.
الشوط الأول: أصابة يونس محمود وهدف ملغى
بدأ المنتخب العراقي المباراة بتشكيلة ضمت اغلب اللاعبين الذين أحرزوا كأس اسيا العام الماضي, حيث وقف نور صبري في حراسة المرمى , فيما لعب في خط الدفاع كل من باسم عباس وجاسم محمد غلام وسلام شاكر وحيدر عبد الأمير. ولعب في خط الوسط كل من هوار ملا محمد وقصي منير ونشأت أكرم ومهدي كريم. اما في المقدمة فكان كل من يونس محمود وكرار جاسم.
بدأت المباراة بحدث غير سار للعراقيين حين تعرض
كابتن المنتخب يونس محمود وفي الدقيقة الأولى من اللعب الى شد عضلي أجبره على ترك المباراة مباشرة, حيث حل زميله مصطفى كريم والذي يلعب للنادي الاسماعيلي المصري بديلاً له. هذا التغيير المبكر جداً ألقى بظلاله على الحالة النفسية للاعبين, فبدا الأداء متخبطاً واللاعبين يشوب أدائهم البرود ولم يستطيعوا من احداث الضغط المطلوب على لاعبي المنتخب الصيني بعد اعتمادهم على الكرات العالية المرفوعة الى جانبي الملعب والتي افسدها لاعبو الصين طوال القمة وكذلك الرياح التي اثرت سلباً على تطبيق هذه الخطة الجديدة للمنتخب العراقي والتي استحدثها مدرب المنتخب الجديد النرويجي ايجيل أولسن.
ولكن شيئاً فشيئاً امتلك لاعبو العراق وسط الملعب بتحركات اللاعبين قصي منير ونشأت أكرم واللذين حاولا تمويل المهاجمين ببعض الكرات, الا ان الرقابة اللصيقة التي مارسها خط دفاع الصين على هجوم المنتخب العراقي لم تفسح المجال لكل من كرار جاسم ومصطفى كريم من ايجاد المساحة المناسبة لمحاولة التهديف الا في كرة واحدة تسلمها مصطفى كريم في أول نزوله للملعب وانفرد بها مع حارس المرمى الصيني الذي استطاع ان يردها بعيدا عن مرماه لتضييع فرصة مهمة للمنتخب العراقي .
من جانبه حاول منتخب الصين من زيادة كثافته العددية في منطقة وسط الملعب في محاولة لخطف أحدى الكرات ومن ثم شن الهجمات المضادة السريعة لأخطار المرمى العراقي. وبالفعل كادت ان تثمر احدى هذه الكرات عن هدف في الدقيقة 24 حين سدد المهاجم الصيني كيو بو (7) كرة على الطاير ومن موقع قريب للمرمى العراقي تصدى لها ببراعة الحارس نور صبري منقذاً المرمى العراقي من هدف محقق.
وعند اقتراب الشوط من نهايته وفي الوقت بدل الضائع بالتحديد, أرسل اللاعب العراقي هوار ملا محمد كرة طويلة من وسط الملعب تجاه منطقة جزاء الصين حاول المدافع الصيني ابعادها الى انه ارسلها بأتجاه حارس مرماه فأنبرى لها المهاجم المشاكس كرار جاسم سددها براسه قبل ان يصل لها الحارس الصيني لتدخل الكرة الى الهدف, الا ان حكم المباراة محسن تركي الغى الهدف بداعي الأحتكاك مع حارس الرمى. وقد أظهرت الأعادات المتكررة للحالة ان اللاعب كرار قد حصل على الكرة قبل الحارس الصيني.
وقد انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وبثلاثة انذارات, اثنين منهما على لاعبي منتخب العراق كرار جاسم ونشأت أكرم والثالث على اللاعب الصيني شياو (3).
الشوط الثاني: هدفان حالة طرد
نزل المنتخب العراقي للشوط الثاني وهو ينوي الأجهاز على غريمه الصيني منذ البداية, حيث استبدل المدرب خطة الكرات الطويلة بالكرات الأرضية والتي احدثت تفوقاً واضحاً للجانب العراقي توجه اللاعب مصطفى كريم بحصوله على ركلة جزاء صحيحة للعراق في الدقيقة 49 بعد تلاعبه بمدافعين من منتخب الصين واللذين لم يستطيعا من ايقاف كريم الا بأعثاره داخل منطقة الجزاء.
تصدى لركلة الجزاء اللاعب هوار ملا محمد حيث لعب الكرة بكل برود من فوق الحارس الصيني الذي أرتمى للكرة وكل ظنه انها ستكون في متناول يده, وليتقدم العراق بهذا الهدف في الدقيقة 51.
أستثمر العراقيون الحالة المعنوية العالية التي اعترتهم بعد تقدمهم بالهدف الاول وتسيدوا الملعب في مقابل تراجع صيني للدفاع. وفي خضم الهجمات العراقية وانتظار الهدف الثاني حدث ما لم يكن متوقعاً حين أشهر الحكم الأيراني محسن تركي البطاقة الصفراء الثانية بوجه كابتن منتخب العراق نشأت أكرم بعد أحتكاك عادي مع احد لاعبي الصين, طرد على اثر ذلك نشأت من المباراة وأكمل العراقيون المباراة بعشرة لاعبين.
وكشيء طبيعي استثمر لاعبو الصين تفوقهم العددي وانخفاض الحالة المعنوية للاعبي العراق بعد خسارتهم افضل لاعبين لديهم وهما يونس محمود بداعي الأصابة ونشأت أكرم بداعي الطرد. وشدد الصينيون من هجماتهم وحصلوا على العديد من ركلات الزاوية جاء هدف التعادل من احداها في الدقيقة 74 بعد ان تصدى كابتن الصين زهين زهاي للكرة وبرأسه وأسكنها بقوة على يسار الحارس نور صبري الذي ارتمى لها ولكنه لم يتمكن من ابعادها ولتحرز الصين هدفاً مهماً جداً ونقطة مهمة جداً في أرض احد أقوى خصومها سيكون لها تأثير كبير في حسابات النقاط والأهداف في الأدوار القادمة.
هذا وقد كانت المباراة الاخرى التي التي سبقت هذه المباراة والتي جرت في نفس المجموعة قد أنتهت بفوز كبير لأستراليا على منتخب قطر الشقيق وبثلاثة أهداف مقابل لا شيء وليتصدر منتخب استراليا جدول ترتيب هذه المجموعة بعد انتهاء الدور الأول وبثلاثة نقاط وثلاثة أهداف, بأنتظار الجولة الثانية من التصفيات والتي ستجري يوم السادس والعشرين من شهر أذار المقبل حين تستقبل الصين منتخب استراليا على أرضها فيما يستقبل منتخب قطر منتخب العراق في لقاء يعني الكثير للمنتخبين العربيين الشقيقين.